القائمة الرئيسية

الصفحات

 



 ابراهيم -عليه السلام- يهديه الله من طفولته ، وعندما كبر رفض قومه عبادة الأصنام التي لا يضرها ولا ينفعها ، فبدأ يدعوها إلى الله ويرفض. الأصنام المصنوعة من الحجارة التي صنعوها بأيديهم ، وهي بالكلمة الطيبة ، وقد بدأ ذلك باستجوابهم باستنكار الأصنام ، يقول تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} وهكذا يحاول أن يلفت انتباههم إلى ما يعبدون ، لكنهم ردوا بكل تبجح بأنهم أصنام يعبدونها. ولما استدار معهما سؤاله الثاني عن ضررهما ونفعهما ، فقالا: وجدنا آباءنا يعبدونهم. 

فلما رأى إبراهيم استكبارهم قال: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}، يذكر الطبري أن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - أقسم على قومه سرا ، ولم يسمعها إلا من أقسم على قومه لما رأوا ما فعله ، فجاء إبراهيم - عليه السلام -. إلى هؤلاء الأصنام ودمرهم جميعًا باستثناء الأصنام الأكبر الذين علقوا الفأس حول رقبته ، وكان إبراهيم يعني أن هذا يثبت لسكانهم عبثية وضعف ما يتبعونه. عندما جاء الناس ورأوا أصنامهم ارتجفوا وسألوا من فعل هذا ، فقال لهم ، أيها الوشع ، سمعت إبراهيم يذكرهم. فأتوا بإبراهيم وسألوه من فعل هذا فقال: هو أعظم الأصنام ، وهنا الفأس المعلق على عنقه ، فتبهت الكافر ولا يهدي الله الظالمين.

كيف أنقذ الله نبيه  من النار؟

عندما اندهش الناس ولم ينبهروا بالإجابة بعد أن أثبت إبراهيم ضعف ما يعبد ، أصيبوا بالارتباك. لأن المتكبر - إذا ثبت خطأه - لا يسمح له إلا بالتكبر في البلاد وإحداث الفوضى فيها. اعتادوا الاقتراب من أصنامهم بجمع الحطب لإحراق إبراهيم ، فتقول المرأة المريضة إذا شفاني ربي ، سأجمع الحطب لإحراقه ، حتى تمر الطيور فوق النار ، تحترق من شدة التوهج. فجاءوا إلى إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ورفعوه إلى رأس البناء ، فقالت السماوات والأرض والملائكة والجبال: ربنا إبراهيم يحترق فيك ، فأجاب الله الأعلى. أنه أعلم منهم ، وأمرهم أن يستعينوا به إذا استعان بهم ، وقيل أن إبراهيم رفع رأسه إلى الجنة قبل أن يرميها ، فقال: "اللهم أنت الواحد في السماء، وأنا الواحد في الأرض ليس في الأرض أحد يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل"  فلما ألقوا إبراهيم هناك صرخ جبرائيل - عليه السلام - بأمر ربه: يا نار ، تبرد ، والسلام على إبراهيم. وروي أن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بقي في النار أربعين يوما ، وقيل بل خمسين يوما ، وروي عن إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إنه لم يكن أسعد يوما من الأيام. فالأيام التي عاشها وهو في النار ، كما يتمنى كانت كل أيامه مثل هذه ، الله أعلم

كيف أثبت إبراهيم عجز عدو الله نمرود؟

وتابع إبراهيم في مناظرته مع نمرود الجدل والبيان القائم على العقل ، وكان نمرود قويا في الأرض في ذلك الوقت ، فاعتبر إبراهيم - عليه السلام - ضرورة لذلك الوقت. قال إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لما سأله نمرود عن ربك: {رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} وكانت تلك أول حجة قدمها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - على نمرود ، فقال نمرود: أعيش وأموت ، فجلب منه أسيرين ، فأطلق سراح أحدهما واحتفظ بالآخر وقتل. له. له.

فطرح إبراهيم حجته الثانية وقال: {فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وهذا تحدٍ صريح من إبراهيم إلى نمرود ، فاندهش نمرود بما قاله إبراهيم عليه السلام ، ولم يصدقه ، إذ كان متعجرفًا على الأرض دون أن يوقفها أحد.

من أول شخص أذن لحج بيت الله الحرام؟

لما ترك إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - والدة ابنه هاجر وإسماعيل - عليهما السلام - هناك ، أراد الله - العلي - أن يفيض ماء زمزم. إسماعيل عليهم السلام ، وفي الزيارة الثالثة قال إبراهيم لإسماعيل - عليهم السلام - أمره الله - العلي - أن يبني بيتًا ، فأجابه إسماعيل - صلى الله عليه وسلم - بطاعة ربه. أخبر إبراهيم ابنه - عليهم السلام - أن الله - العلي - أمره بتسميته لابنه ، يعني إسماعيل. فقال إسماعيل: هكذا أفعل. فبنى إبراهيم البيت ، وسلمه إسماعيل بالحجارة وهم يغنون. {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} فلمَّا فرغا أمر الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه السلام- أن يؤذن في الحج.

تعليقات