القائمة الرئيسية

الصفحات


 

قصة شعيب عليه السلام


في العصور القديمة وفي بلاد الشام ، وتحديداً في دولة الأردن ، عاش أهل مدين حياة شعب متعجرف ومتعجرف. لم يعبد أهل مدين الله الذي خلقهم ، بل كانوا يرتبطون بالله ويعبدون شجرة بدلاً من الله. وأهل مدين لم يكتفوا بشركهم بالله ولم يؤمنوا به ، بل كانوا يحرمون الناس من حقوقهم ، وإذا اشتروا من الناس أخذوا حقهم بلا حسم.


قال الله تعالى فيهم {قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ}. (سورة الاعراف الآية 85)


ومن أهل مديان كان هناك عقلاء رفضوا في أنفسهم ما فعله أهلهم ، لكنهم لم يستطيعوا الكشف عنه أو إعلانه لهؤلاء الفاسدين ، لكنهم أرادوا إزالة هذا الفساد عنهم وبينهم وبين الله تعالى. أرسل من أهل مديان رجلاً صالحًا هو شعيب عليه السلام ، ففرحوا به وآمنوا به ، وبدأ شعيب عليه السلام يدعو قومه في النبلاء ويذكرهم بنعمة الله عليهم. التوازن ، لكنهم أصروا على كفرهم.

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ} (سورة الاعراف الآية 86)


فابتدأ أهل شعيب يضحكون عليه ، فقالوا له: شعيب أنت تحير الأمور ، لأننا إذا آمنا بإلهك ، فما علاقة القدر بالكيل والميزان؟ قد ذكر الله تعالى ذلك في قوله: {يا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} . (سورة هود الاية 87)

لا بد من فصل العيادة عن حياة الدنيا ودينها ، فرد عليهم شعيب صلى الله عليه وسلم دين الله تعالى ينظم حياة الإنسان كما ينظم عبادته ، ومن أمر بالعبادة. هو الذي أمر بالصلاح ورفع الظلم. مثل كلام شعيب قومه ، لأنهم لم يستطيعوا هزيمته في الجدل ، ثم لجأوا إلى طريقة أخرى وقالوا: يا شعيب ، أنت ضعيف بيننا ، فلا تظن أنك قادر علينا ، و اعلم أنه لولا قومك ومن يتبعك ، سنحفر لك حفرة وسنرجمك فيها ، فأنت لست عزيز علينا .. ولكن شعيب عليه السلام كان حلوًا. قال لهم: أيها الناس ، لا تنظروا إلى شعبي وعشيرتي ، بل انظروا إلى الله ، رب العالمين ، الله يعلم ما تفعلون ولا يخفي شيئًا من أفعالك.

غضب أهل شعيب من حلمه وإجابته المقنعة ، فلم يستطيعوا التراجع عن أقواله ، فاساءوا معاملته ، وكان لطيفًا معهم ، فكانوا يوقفون بعض الرجال منهم أمام شعيب. منزل. في طريقه لكنهم لم يكترثوا بما يقولهم .. جلس أهل شعيب يفكرون في شيء يجيب شعيب وما يناديه ووجدوا معه مؤمنين. قالوا لهم: اسمعوا يا شعيب ، أنت ومن معك ، إما ارجع إلى ديننا أو نطردك من أرضنا وبيوتنا. أخبره. .


و مكث، شعیب علیه السلام مع المؤمنین يفکر کیف یدعو قومه الذين صدوا عن سبيل الله، بعدها ذهب إليهم مع المومنون معه وقال لهم: يا قومي وأهلي وعشيرتي، إني ما أفعل هذا طلبا للدنيا، ولكن خوفا عليكم من عذاب الله، وإن لم تصدقوني فانظروا إلى مصير الأمم التى كذبت دعوة الله، فتذكروا مصير قوم نوح وقوم هود وقوم صالح، وأقرب تشبيه الیکم قوم لوط، تذکروا ما فعل الله بھم، ولكن المشركين من قوم شعيب لم يستجيبوا لنصحه.. وذهب جماعة من المؤمنين إلى قومهم من أهل مدين يذكرونهم بما  قاله لهم شعیب علیه السلام، و أنه حریص عليهم، رحيم بهم،  ولكنهم لم يسمعوا كلامه، بل قاموا عليهم بالضرب والتعذيب حتى أبعدوهم عن مكانهم وأحسوا بالاستياء مما يصنع شعيب والمؤمنون معه.


وقد فكر أهل مدين في شيء يجعل الناس لا يؤمنون بشعيب. كل يوم يؤمن به بعضهم فبدؤوا يتجولون في الشوارع والأسواق ويخبرون الناس أن شعيب ساحر يفرق بين الابن وأبيه والزوجة وزوجها ، وأنه يكذب عليهم وأن كل ما يقوله هو من نفسه ، وأنه يريد أن يكون له. القيادة لأنها ستحرمهم من مكاسبهم لو سمعوا كلماته ، ولكن ما فعله أهل شعيب إلا أن الناس زادوا حبهم لشعيب عليه السلام ، لأنهم عرفوه ، لأنه من حسن الخلق وكريم الصفات فتحدثوا فيما بينهم أن العظماء والسادة يكرهون دعوة الله خوفا على أموالهم خوفا على تجارتهم شعر الفقراء بالقمع والاضطهاد.

كان أهل مديان حزينين على شعيب عليه السلام ، ويكرهون التهديد بالانتقام ، فذهبوا إلى شعيب عليه السلام ، وقالوا له: يا شعيب لا تهددنا. إن كنتم صادقين فأرسلوا لنا توبيخ الله وتوبيخه. من عاقبة كلامهم إلا أنهم أصروا على كلامهم ، وأمر الله عز وجل شعيب عليه السلام أن يطرد المؤمنين من هذه القرية لعذابهم ، وانصرف شعيب والمؤمنون عن أهل مديان. ليكونوا في مأمن من عذاب الله ، ولم يخرج معه إلا المؤمنون ، ونبيهم حذرهم من عذاب الله ، وهذا حق لا محالة ، فمن يخلص فليؤمن ويذهب ، لكن المشركين لم يقبلوا دعوته.

فلما ثابر أهل شعيب على الاستبداد وظلم الناس باستخفافهم بالثقل والميزان وعدم قدرتهم على الاستجابة للدعوة ، فقد عاقبتهم الله ، فوقع عذابًا في يوم من الأيام ، وسمي ذلك اليوم باليوم الظلة. 


فكان ذلك بتسليط حر شديد وصل إلى بيوتهم، فخرجوا منها عندما رأوا سحابة ليستظلوا بها وتجمع القوم  تحتها، فأنزل عليهم نارًا لم تبق أحدًا منهم. وما هذا إلا مصير المشركين والمستهزئين بدين الله، ومن الجدير بالذكر أنْ شعيب لم يحزن على قومه لأنَّه قام بالرسالة على أتم وجه إلا أنّهم لم يستجيبوا قال تعالى {فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} .(سورة الاعراف الآية 93).

العدل والإحسان والعبادات من أعظم أسباب الجنة ونعيمها.



تعليقات