ولد موسى عليه السلام في عام قتل فيه رجال من بني إسرائيل بأمر من فرعون ملك مصر. وقتل ولدا ذكورا سنة وتركهم على قيد الحياة سنة أخرى ، وولد موسى ولم يعلم أحد بمولده ، فأنقذت أمه من الخوف حتى ألقت طفلها في البحر. وهو على حد قول جميع المفسرين نهر النيل بعد وضعه في تابوت بأمر الله مع تأكيده أنه سيعيده إليه سالماً وسيلاً الماء مع موسى - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عليه - حتى بلغ يدي خادمات قصر فرعون ، ثم أخذوه إلى امرأة فرعون. آسيا بنت مزاحم التي طلبت من زوجها فرعون أن يبقيه معها ؛ فليتأخذهما لابنهما ، فيكون ذلك مفيدا لهما عند تقدمهما في السن ، وعندما ترسل أمه أختها ؛ ليتبع أمره وآثاره ، وقد رفض جميع الأمهات المرضعات ، فاهدتهن أخته إلى والدته ؛ إرضاعها ، وبذلك يتم الوفاء بوعد الله لأم موسى بإعادة ابنها إليها.
دخل موسى -عليه السلام ذات يومٍ إلى المدينة في وقت خُلوّ الناس منها، وصادف رجلَين يقتتلان؛ أحدهما من القِبط، والآخر من بني إسرائيل، فطلب الذي من بني إسرائيل منه النُّصرة، فأجابه موسى، فوكز القبطّي، وعلى الرغم من أنّ موسى -عليه السلام- لم يقصد قَتله، إلّا أنّ الوَكز صادفَ انتهاء أجله، فمات، ووقع القَتل خطأً، فتوجّه موسى إلى ربّه بالتوبة، والاعتراف بالذَّنب، وطلب المغفرة منه؛ فقد ظلم نفسه بفِعله ذاك؛ إذ كان القتل بسبب شدّة غضبه، وكان بإمكانه تمالك نفسه عند الغضب، فغفر الله له، ثمّ أصبح موسى -عليه الصلاة والسلام- نصيراً وظهيراً للحَقّ وأهله، إلّا أنّ خبر مَقتل القبطيّ على يد موسى لم ينتشر في المدينة؛ لأنّ القَتل وقع وقت الراحة.
موسى - صلى الله عليه وسلم - ظل ينتظر ما سيحدث له ، ثم التقى بالرجل الذي طلب مساعدته في اليوم السابق بقتال قبطي آخر ، فطلب من موسى - عليه السلام - أن يعاونه. ضده. موسى رفض قتل القبطي ، ثم طلب منه رجل مغادرة المدينة ؛ خوفا من أن ينتقم من القبطي الذي قتله من قبل ، ذهب موسى إلى مدين. قال - العلي -: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَـذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ*قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ*فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ*فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ*وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
انطلق موسى - صلى الله عليه وسلم - من مصر مستهدفًا مديان ، ونزل في مكان تجمع فيه الناس ؛ عن الري ، فرأى فتاتين واقفتين تنتظران أن تسقى أغنامهما ، فجاء إليهما موسى - صلى الله عليه وسلم - وسألهما عن سبب موقفهما ، فأجابته أنهما تنتظران الماء. سقي لأن والدهم رجل عجوز لا يتحمله. فسقىهم موسى ، وأخذ حاجاتهم ، ثم التفت إلى الله - العلي - بالدعاء والطلبات ، بينما أخبرت الابنتان والديهما بما حدث لهما ، وطلبتا من أحدهما إحضار موسى ؛ وأشكره على تصرفه فطلبت منها أن ترافقه وكانت خجولة جدًا وشكرها الشيخ على لطفه مع ابنتيه واقترحت إحداهما تكليف موسى - صلى الله عليه وسلم - ؛ بالنسبة للرش ، عرض الشيخ أن يتزوج موسى بإحدى بناته مقابل العمل بالرش لمدة ثماني سنوات ، وإذا أراد زيادة سنته ، فقد فعلها موسى. وقضى تلك الفترة بأكملها. ثم عادوا إلى مصر. قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ*فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ*فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ*قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّـهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).
عاد موسى - صلى الله عليه وسلم - إلى مصر مع أهله ، وراح يبحث عن نار ليلا ، لكنه لم يجدها ، حتى رأى نارًا بجانب جبل ، ثم ذهب إلى هناك بمفرده تاركًا أهله. عوضا عنهم ، ثم سمع صوتا يناديه لما وصل إلى النار ، فكلمه الله سبحانه ؛ فلما قال له انه رب العالمين وانه قد اختاره. أبلغ الناس ، وادعهم إلى الاتحاد بالله ، وقل لهم أن يوم القيامة سيأتي حتمًا ؛ حتى يثاب كل خادم على ما فعله في حياته ، فسأله ربه - عز وجل - عن العصا التي في حوزته - وعرفها - ثم - عليه - عليه السلام - فقال: يعتمد عليه في تربية الغنم وأشياء أخرى. إلى الحية التي تطلب بأمر الله وتقديره ، ففزع موسى ، لكن الله طمأنه وأخبره أنه سيعيده إلى ما كان عليه ، فأمره الله تعالى أن يضع يده في جيبه ، فذهب هناك ، وخرج أبيض ومشرق ، فأعاده إلى جبهته ، وعاد إلى الدرجة الأولى.
والله سبحانه وتعالى أجرى عدة معجزات دعما لرسالة نبيه موسى - صلى الله عليه وسلم - ثم أمره بالذهاب إلى فرعون والإبلاغ عنها ، داعيا إلى توحيد العبادة مع الله وحده. . واتباع أوامره. بإرسال أخيه هارون معه أجابه - سبحانه - فكان موسى رسول الله ، وأبلغ فرعون وقومه بأوامره. قال تعالى: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى*قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى*قالَ أَلقِها يا موسى*فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى*قالَ خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى*وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى*لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبرَى*اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى*قالَ رَبِّ اشرَح لي صَدري*وَيَسِّر لي أَمري*وَاحلُل عُقدَةً مِن لِساني*يَفقَهوا قَولي*وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي*هارونَ أَخِي*اشدُد بِهِ أَزري*وَأَشرِكهُ في أَمري).
وصل موسى إلى أرض مصر ، والتقى بأخيه هارون وسار إلى قصر فرعون ، فسمح لهم بالدخول ، وبدأ موسى يدعوه لتوحيد الله ، والخضوع له وحده ، والكف عن اضطهاد بني إسرائيل ، وإرساله. بنو اسرائيل معهم. رفض فرعون ذلك ، وشوه ما قاله موسى - سلام - وأنزله ، وذكّره بتعليمه ورعايته له ، ورد على ذلك بقتل قبطي ، فأجابه موسى بأنه لم يكن متعمدًا ، و فشرح له أنه رسول الله له مع أخيه هارون ، فسألهم عن ربهم ، فقالوا: هو الله خالق كل خير. فقلل فرعون من جوابهم واستهان بما قالوا والتفت الى قومه. نفى موسى ما قاله ، واتهمه بالحماقة ، فأجاب أن الله هو خالقهم ، وخالق آبائهم ، وأظهر لهم المعجزات التي عاناه بها الله. ولإثبات صدقه ، اندهش فرعون مما رآه وطلب النصح والإرشاد من قومه ، فقالوا له أن موسى وهرون كانا سحرة يريدان الاستيلاء على ملكه وطرده من أرضه.
التقى فرعون بالسحرة وأخبرهم بما رآه من معجزات موسى ، وسألهم ماذا يفعلون. للتراجع عما أتى به موسى ، قالوا له إنهم سيضربونه بسحرهم ، وطلبوا منه مكافأة ، فأكد لهم أنهم سيكونون قريبين منه ، وسيُكافأون. لأنهم علموا أن ما جاء من موسى ليس سحرًا ، وأن النبي وحده يفعل ذلك ، فغضب عليهم فرعون كثيرًا وادعى أن موسى - عليه السلام - هو الذي علمهم السحر ، وأنهم كانوا من تلاميذه. ثم أمر بصلب السحرة ، واستمر فرعون في إنكار ما جلبه موسى عليه السلام ، فأمر وزيره هامان أن يبني له قصرًا مرتفعًا جدًا. ليصعد به إلى أبواب السماء ، ويرى إله موسى.
وكان قد أسلم مع موسى وهارون بني إسرائيل ، فأمرهم الله تعالى أن يسكنوا في بيوت مصر ، وأمره أن يحث الذين آمنوا معه ، وأن يبشروا بما ينتظرهم من السعادة في. الآخرة ثم قتل فرعون نبي الله موسى. زعم الخوف عليهم أن يطردهم من دينهم وينشر الفساد في الأرض ، إلا أن مؤمن من أهل فرعون كتم إيمانه استنكر ذلك ، وقال: جاء موسى بشهادة ربه ؛ فإن كان صحيحًا ، فسيحدث لهم الشر ، وإذا كان باطلًا ، يكشف الله كذبه ولا يضرهم.
(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) فتراجع فرعون عن قَتْل موسى -عليه السلام-، إلّا أنّه استمرّ في تخويف أتباع موسى -عليه السلام-، وظلمهم.
طلب موسى - صلى الله عليه وسلم - من قومه الصبر والتمسك بحبل الله ؛ إنه قادر على تدمير فرعون وشعبه ، لكن فرعون قد تجاوز حدود قهره واستبداده. فصلى موسى وهرون أن يهدر فرعون وأعوانه أموالهم ويغلقوا قلوبهم. لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم ، فاستجاب الله صلواتهم ، إلا أن فرعون زاد من إصراره على الظلم والغطرسة الصالحة ، لعنهم الله بالمطر وقلة الحاصلات ، وما زادوا في الغطرسة والغطرسة. رفض رسالة الحقيقة. ثم أرسل الله العلي عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، وأتت عليهم علامات العذاب تباعا.
أمر الله تعالى موسى - صلى الله عليه وسلم - أن يغادر مصر ليلاً مع من آمن برسالته ، فعلم فرعون ذلك ، فغضب كثيراً ، ففعل ، وانضم إلى جنوده من كل مكان ؛ ولمنعهم من الهروب من مصر اصطدموا بموسى ومن معه ووصلوا إلى البحر حتى ارتاع شعب موسى. لأنهم لا يقدرون على هزيمة فرعون وأتباعه ، ولا يستطيعون الهروب عن طريق البحر ، لكن موسى عليه السلام طمأنهم. لأن الله معهم ولن يتركهم.
أوحى الله لموسى أن يضرب البحر بقضيبه. ثم انقسم البحر وانقسم حتى ظهرت أرض محاطة بالماء من اليمين واليسار. ثم أمره أن يترك البحر على حاله ، وأن يذهب مع قومه ، فساروا في طريقهم ، وكان آل فرعون من ورائهم كادوا أن يجتازوهم ، فكان فرعون متغطرسًا وذهب وراءهم. استخفّ بما ينتظره ، وأغرقه الله وكل من معه ، ولم يترك أيًا منهم ، وأنقذ موسى وقومه.
موسى - صلى الله عليه وسلم - وعبر قومه البحر ، واستمروا في طريقهم حتى وصلوا إلى قوم يتخذون الأصنام آلهتهم ، ثم طلب منه قوم موسى أن يأخذوا الآلهة كما فعلوا ، ثم موسى - سلام. أجابهم صلى الله عليه وسلم أن الله إلههم ، وأنقذهم من الظلم ، ثم ذهب للقاء ربه وجعل أخاه هارون خليفته بين قومه.
أصبح هارون رئيسًا للشعب بعد أن طلب منه موسى ذلك ، وكان يعلم الناس الخير ويردعهم عن فعل الشر. وأما موسى - صلى الله عليه وسلم - لما ذهب لملاقاة ربه ، فكلمه الله - العلي - من وراء حجاب ، فسأله موسى - تعالى - أن يراه. فقال له ربه أن الرجل لا يطيقه. وأن ينزل في الجبل ، وإذا بقي في مكانه يراه ، فقد كشف رب العزة في الجبل الذي لم يبق منه شيء ، وصارت حالته مثل التراب ، ثم فقد موسى - صلى الله عليه وسلم - من رعب ما حدث.
موسى - صلى الله عليه وسلم - سيغفر لله - تعالى - بعد أن علم بما حدث له ، ثم أخبره الله تعالى أنه فضله على العالمين. شعبه ؛ باتباع ما ورد فيها من قرارات وتفاصيل ، وشكر الله تعالى على كشف الحق ، وقيادتهم إليه ، ورغبته في التأكيد على نية العمل في سبيل الله وحده ، وتحذيره من إنكار كتابه. ذهب موسى الى قومه. يعلمهم ويريهم التوراة. قال تعالى: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ قالَ لَن تَراني وَلـكِنِ انظُر إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوفَ تَراني فَلَمّا تَجَلّى رَبُّهُ لِلجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسى صَعِقًا فَلَمّا أَفاقَ قالَ سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنا أَوَّلُ المُؤمِنينَ*قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ).
غاب موسى -عليه السلام- عن قومه أربعين يوماً، وكان بنو إسرائيل قد انتظروا عشرين يوماً، وظنّوا أنّه لن يعود، فظهر رجلٌ منهم يُدعى السامريّ، وصنع لهم عجلاً من الحليّ، وادّعى أنّه إلهُهم، وأنّ عليهم عبادته، ففُتِن القوم، وعبدوه من دون الله، ويُشار إلى أنّ هارون -عليه السلام- كان قد نهاهم عن ذلك، وأمرهم بالرجوع عن فِعلهم، وحثّهم على عبادة الله ربّ العالَمين، فلم يستجيبوا له، بل اشتدّ تمسُّكهم بعبادة العجل، فلمّا عاد موسى -عليه السلام- بما وعدهم، ووجدهم على حالهم، عاتبَ أخاه هارون -عليه السلام-، فأخبره أنّهم استضعفوه، وكادوا يقتلونه، فلم يقوَ على رَدعهم، ثمّ ذهب موسى إلى السامريّ، فسأله عن فِعلته، فكان ردّه أنّه يملك ما لا يملكه بنو إسرائيل من بصيرةٍ، فما كان من موسى -عليه السلام- إلّا أن حرَّقَ العجل، ونسفَ رماده نَسفاً، وأخبره أنّ له عقوبة في الدُّنيا، وفي الآخرة، قال -تعالى-: (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)
فغضب موسى - صلى الله عليه وسلم - على قومه ، فغضب موسى عليه السلام. لأنهم اتخذوا العجل إلههم - كما ذكرنا سابقًا - لم يستطع السيطرة على نفسه ، وألقى الألواح التي تضمنت أحكام الله وتشريعاته ؛ غاضب ومتأسف على قومه ، ورغم أنه لم يقصد ذلك ولم يظلمه ، إلا أن موسى - صلى الله عليه وسلم - دعا ربه - سبحانه - ليغفر له ولأخيه مباشرة ، ويطلب الرحمة. .
بين بني إسرائيل قتل أحد الأقارب رجلاً ثريًا ليس له أطفال. من أجل الحصول على الميراث ، جاء القاتل إلى موسى - صلى الله عليه وسلم - ليبلغه بوفاة قريبه ، ويطلب منه مساعدته في التعرف على القاتل ؛ أن يُطلب منه ، ولم يكن لموسى - صلى الله عليه وسلم - علم بشيء ؛ فجمع القوم وسألهم عن ذلك ، ولم يعلم أحد منهم شيئًا ، فأعلن الله تعالى له أن يأمر الناس بذبح بقرة ؛ للعثور على القاتل ، تفاجأ الناس وسألوا الكثير من الناس عن أوصافه ، لذلك جعلهم الله - العلي - يفهمون أنها بقرة ، ليست كبيرة ولا كبيرة ، وليست صغيرة ، ولكنها في منتصف العمر ، ذات لون أصفر فاتح الذي لم يستعمل للعمل في الأرض ولا للري ، وهو خالي من العيوب لا في بدنه. لون آخر ، فوجدوه بعد مشقة طويلة ، وإذا أطاعوا الأمر بذبح بقرة ، لكان ذلك كافيا لهم ، إلا أن الله جعلهم قساة على أنفسهم ، ثم قطعوها ، و وضربوا الميت بعظمه بأمر الله ففعلوا وأخبرهم الميت عن قاتله. كان من أقاربه وتم خطفه وقتل. لسوء سلوكه.
ذات يوم تحدث موسى إلى بني إسرائيل وسأل أحدهم إذا كان هناك من هو أكثر كفاءة منه. أجاب موسى - صلى الله عليه وسلم - بالنفي ، فانتهره الله تعالى ، وأمره أن يسلم له عمله ؛ لا يعلم إلا بعلم الله ، وأخبره أن هناك من هو أعلم منه ، فصلى موسى إلى ربه أن يعرِّفه به. من أجل التعلم منه والنمو ، يخبره الله - العلي - أنه العبد الصالح الأخضر ، ويعلمه بالمكان الذي سيجده معه ؛ إنه مجمع البحرين ، ودلالة الوصول إليه ضياع الحوت الذي يأخذه معه بأمره - سبحانه وتعالى - ؛ وكان حوت موسى سمكة طبيعية ، فذهب موسى - عليه السلام - وأخذ معه يشوع بن نون الذي خدمه ، وعرفه ، وساروا في طريقهم ، فذهبوا. على صخرة ، وبينما كانوا يستريحون ، ضاع الحوت ، ثم انتهوا من الطريق دون التحقق من أمر يوشا من الحوت ، وعندما سقطوا عليهم التعب والجوع ، طلب موسى من يشوع الطعام ، ثم عرفوا أنهم فقدوا الحوت فرجعوا إلى الصخرة ووجدوا الخضر فسلمه موسى وطلب منه أن يرافقه في طريقه. وللاستفادة منه ، حذره الخضر من كثرة الأسئلة وعدم الصبر ، فأجاب موسى - صلى الله عليه وسلم - بأنه سيحفظ أمره ويطيعه ، فاستمروا في طريقهم.
قال الخضر لموسى - صلى الله عليه وسلم - ألا يسأله عن أي فعل يقوم به حتى يخبره بذلك ، فوافق موسى ، ثم صعدوا إلى السفينة التي سمح لهم أصحابها بالصعود إليها. دون أي تكلفة. فثقبها وأتلف جزء منها ، فنكر موسى ما فعله ، فذكره الخضر بالشرط ، فطلب منه موسى أن يغفر له ، ثم مات ، وقتله الخضر ، ثم استغرب موسى ، ولم يستطع السيطرة على نفسه ، وسأله عن سبب قتل شخص بريء ، ثم ذكّره الخضر بالشرط ، وأبلغه موسى أن لا يسأله عن الحالة. سأله ، لم يُسمح له بمرافقته ، فمروا بقرية وطلبوا طعامًا ، لكنهم لم يحصلوا على أي شيء ؛ وبسبب جشعهم الشديد وجدوا سورًا على وشك الانهيار ، فأصلحه الخضر ، وأنكره موسى ، وكان هذا آخر تحالف بين موسى والخضر ، وأخبره الخضر بالحاجة. عن الانفصال ، وأخبره بأسباب أفعاله ؛ فبدأ بالسفينة التي أبحر بها. حتى لا يأخذه الحاكم الظالم من أصحابها المساكين ، ويأخذ السفن الصالحة من أصحابها ، أما الصبي فيصبح سببا في بؤس أهله ، ثم أنزل الله على الخضر ليقتل. له ، وأنه سيحل محل والديه بابن صالح ، أما السور فكان تحته كنز دفين لهم دفنه الفقراء. والدهم الصالح ، فأصلحه حتى كبر ، واستخرج كنزهم ، حتى لا يأخذه أهل القرية ، وأشار الخضر لموسى إلى أن أفعاله لم تكن من رغبته ، بل بل بوحي من الله العلي.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقا اذا كنت تريد نشر شيء معين أو تريد تنويرنا بفكرة.