الفقر من اهم المشاكل الاجتماعية التي تواجه الكثير من الناس حول العالم ، ومشكلة الفقر هي عدم قدرة الفرد على الانفاق على المصاريف الضرورية للحياة سواء كانت متعلقة بنفقات الطعام والشراب او التعليم او مصاريف اخرى ، والسبب الرئيسي لوجود هذه المشكلة في المجتمعات هو انخفاض مستوى دخل الأفراد ، حيث تتجاوز المصاريف التي يتطلبها نظام معيشتهم اليومي متوسط الدخل اليومي للفرد ، مما يجعل الحاجة إلى إنفاق أموال أكثر مما لدى الفرد. المال والثروة هو عكس الفقر ، مما يدل على وجود فائض مادي يسمح للفرد بالإنفاق على الاحتياجات الأساسية والثانوية للحياة وبعض الكماليات الأخرى ... لهذا سنتطرق واياكم الى مجموعة من الاحاديث النبوية عن الفقر
رُوي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: "خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم- ونحنُ نذكُرُ الفقرَ ونتخوَّفُه، فقالَ: الفقرَ تَخافون! والذي نفسي بيدِه، لتُصبَّنَّ عليكم الدُّنيا صبًّا حتَّى لا تُرفَعَ، وأيمُ اللَّهِ لأترُكنَّكم على مثلِ البيضاءِ ليلُها ونَهارُها سواءٌ".
شرح هذا الحديث
وجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه جالسين يتحدثون عن موضوع بالغ الأهمية لهم من هموم الدنيا وهو الخوف من الفقر. هناك ما هو أعظم من الفقر ، وهو أن يهتم المؤمن بالدنيا ، ويشتاق إليه في الآخرة ، بحيث يصبح همه الأكبر. سيفتحها الله لهم. وكان بعض الصحابة فقراء ومحتاجين ، وصبروا على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتحملوا عبئًا كبيرًا في الرغبة في نصرة الدين. وفتح الله اللطف والبركات على الصحابة الكرام بعد فتح البلاد والمدن ، وكثرت اللطف ، وهذا دليل على كلام الرسول كما رأوا بأعينهم ، ولكن الرسول لم يخاف على الدنيا. بل من أجل هذا الدين ، وعمل وجاهد ودعا الله أن يترك هذه الأمة على دين طاهر طاهر. أراهم لربهم فكان النبي يخشى على أمته فتنة.
روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به".
ويعني هذا الحديث
من آداب الإسلام التي دعاها الرسول صلى الله عليه وسلم يشعر بها الفقراء ويشعرون بحاجتهم ونقصهم. والنبي - صلى الله عليه وسلم - حدَّد بمعاينة أقرب الجيران ، ومن عرف حاجات أقرب جيرانه ، فواجبه أكبر.
روى عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن نَزَلتْ به فَاقةٌ، فأَنَزَلَها بالنَّاسِ، لَم تُسدَّ فاقتُه، ومَن نَزلَتْ به فاقةً، فأنزلَها باللهِ، فيُوشِكُ اللهُ له برزقٍ عاجلٍ، أو آجلٍ"
العبرة من هذا الحديث
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم أن يلجأ إلى الدعاء ، وأن يسأل الله وحده ، سبحانه وتعالى ، إذا أصابه كارثة. وغير ذلك: بشرط ألا يكون العبد متكلا على الناس ، بل يتقدم بالحكمة ويدعو الله ويزحف أمامه. ولا تترك يدي عبده فارغة.
"مرَّ رجلٌ على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقال لرجلٍ عِندَه جالسٌ: ما رأيُك في هذا؟، فقال: رجلٌ من أشرافِ الناسِ، هذا واللهِ حرِيٌّ إنْ خطَب أن يُنكَحَ، وإن شفَع أن يُشَفَّعَ، قال: فسكَت رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ثم مرَّ رجلٌ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما رأيُك في هذا؟، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا رجلٌ من فُقَراءِ المسلمينَ، هذا حَرِيٌّ إن خطَب أن لا يُنكَحَ، وإن شفَع أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال أنْ لا يُسمَعَ لقولِه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا خيرٌ من مِلءِ الأرضِ مثلِ هذا".
شرح الحديث: استثمر الرسول صلى الله عليه وسلم كل حدث أو مناسبة لتثقيف المسلمين ، ومن هذه الأحداث أن الصحابة كانوا يحكمون على الناس ويقيمونهم وفق المعايير المادية والدنيوية. شخص عالى متواضع ، لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حذر الصحابة من جعل الغنى والفقر معيارًا للحكم على الناس ، لهذا الرجل الذي يعتبره الناس شخصًا شريفًا وصاحبًا للثروة والمكانة. قد لا يكون لهم عمل مع الله ، والفقراء الذين لا يملكون شيئًا من خيرات هذا العالم قد يكون لهم مكانة عظيمة عند الله ، والمعيار هو حسب قربهم من الله وطاعتهم له ، والفقر ليس صفة خطأ الشخص.
العبر المستفادة من الحديث عدم الحكم على الناس بظاهرهم, فقد يكون باطنُهم غيرُ الظاهرُ خيرًا أو شرًا, وأن يحرص المسلم على القرب من أهلِ الطاعةِ الذين لهم مكانة عندَ الله, وليس عند الناس, ثمَّ إن الفقرُ والحاجةُ لا تعيبُ أحدًا, فإنّما يقاسُ الإنسان بعملهِ.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يدخُلُ فُقراءُ المؤمنينَ الجنةَ قبلَ أغنيائِهم بِخَمْسِمِائَةِ عامٍ".
شرح الحديث يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن الفقراء سيدخلون الجنة قبل الغني بخمسمائة سنة ، لأن الفقراء أخذوا نصيبهم في هذا العالم من المشقات والمشقات والمعاناة. من الفقر والعوز وقلة اليد. منهم في الدنيا وهذا يدل على أن الله تعالى لن يضيع تعب الفقراء الذين يصبرون على قلة في الدنيا.
الدروس المستفادة من الحديث ، أن المال الحقيقي هو دخول الجنة ورضا الله تعالى ، وليس بوفرة المال ، والله القدير حاكم صالح لا يظلم أحدا ويعوض من أصابه في الدنيا بما ابتلي به. أجر في الآخرة.
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقا اذا كنت تريد نشر شيء معين أو تريد تنويرنا بفكرة.