كم من مرة سألت نفسك عن نشأة هذا الكوكب الظريف الذي سموه ما قبلنا كوكب الأرض ! هل تخيلت يومًا كيف كان شكله قبل أن يخطوه البشر !
بالطبع ساعدت الأفلام و الكتب و التكنلوجيا الحديثة في أخذ لمحة أو فكرة عن شكل عالمنا في السابق بطرقة أو بأخرى .
لتعرف كيف كانت شكل الحياة مع بداية تعمير الإنسان لهذا الكوكب تابع هذا المقال للآخر و سنتعرف على أهم الأحداث في تاريخها الغير مشهود
وثائقي
بالعودة الى 4 مليار و 600 مليون سنة مضت لم يكن كوكبنا موجودا و لا تربطه صلة بالوجود ، إلا حلقة من الغاز و الغبار في مشهد خلاب يحوم في الفضاء الواسع الشاسع ، و بالمضيّ إلى بعض السنوات الى الأمام تحديدا قبل 4 مليار و 540 مليون سنة ، تشكلت الأرض لكنها تشكلت في ظروفٍ أبعد ما يكون عن الظروف التي نراها عليها اليوم .
بدلا من المشاهد الطبيعية كانت هناك أنهارا من الحمم البركانية المنصهرة ، و كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا تبلغ 4700 سيليزي .
وبدلا من الهواء كان كبريت النيتروجين و ثاني أُكسيد الكربون و بخار الماء ، و بدلا من الأرض الصلبة (اليابسة) كانت المحيطات المنصهرة تحتل الكوكب بأكمله .
قصف مستمر لهذا الكوكب من كويكبات كبيرة الحجم إلى أن تحول شكل الأرض كما لو كان في مراحله النهائية قبل الفناء .
بعد ذلك بملايين السنين إسطدمت مع كوكب شاب إسمه ثيّا (THEIA) .
فتكون القمر ، وقتها كان اليوم مكون من 6 ساعات فقط .
تعرضت بعدها الأرض إلى قصفٍ مستمر من عدة كويكبات و كان ذلك في الفترة ما بين 4 مليار و 100 مليون سنة إلى 3 مليار و 800 مليون سنة ، و يرجّح العلماء أنها كانت السبب في تكوّن المحيطات على الأرض ، حيث كانت تلك الكويكبات هيا من أمدت الأرض بكميّات مهولة من الرطوبة ساعدت في تكوين المحيطات و تحويل نصف الكوكب حرفيّا الى ماء ، على مدار مليارات السنين .
إنتهت مرحلة قصف كوكب الأرض قبل 3 مليار و 800 مليون سنة و بدأت درجة حرارتها تنخفض تدريجيّا ، إلا أن الحياة كانت لا تزال غير ممكنة على سطحها و ذلك لرجع لعدم وجود أكسيجين في الغلاف الجويّ في الأساس لم يكن هناك غلاف جويّ يحميها من الأشعة فوق البنفسجية .
مابين 3 مليار و 200 مليون سنة إلى 2 مليار و 800 مليون سنة كان سطح الأرض مغطى بأكمله بالمحيطات الضحلى ذات درجة حرارة تتراوح بين 55 و 88 درجة ، مما أتاح لبعض الكائنات الدقيقى أي وحيدة الخلية بإنشاء حياة لها في تلك الظروف القاسية و الطقس الساخن ، و بدء اليوم يطول بمرور الزمن .
بدأت تتشكل على الأرض أول قارة يابسة و هيا قارة KENORLAND وذلك قبل 2 مليار و 500 مليون سنة .
بالركض سريعا في التاريخ ووصولا إلى الفترة قبل 1 مليار و 500 مليون سنة أصبح اليوم 16 ساعة ، و بدأت المزيد من الكائنات المعقدة تظهر و تتكاثر .
قبل 400 مليون سنة تشكلت قارة رودينيا العُظمى RODINIA
والتي تشكلت بعدها بفترة قارة PANGAEA
التي تقسّمت فيما بعد و شكلت قارات العالم بهذا الشكل الذي نعرفه اليوم .
وفقا للعلماء فإن الأرض قبل 650 مليون سنة كانت عبارة عن كرة ثلجية و درجة حرارتها على السطح باردة للغاية ، لكن تحت طبقات الجليد تلك كانت الأرض تحتفض بدرجة حرارة مرتفعة فبالطبع ستبدأ الحرارة الداخلية بالتغلب على طبقات الجليد إلى ان تمكنت من صهره تماما ، وهو ما ولّد كميات ماهولة و أطنان من الأكسيجين ، و تلك التي غيرت شكل كوكبنا للأبد .
منذ حوالي 541 مليون سنة وقع ما يُعرف بإسم الإنفجار الكامبري (CAMBRIANE EXPLOSION)
حيث إستقرت درجة حرارة الكوكب عند 30 درجة ، و أصبح تركيز الأكسيجين في الجو قياسيًا مما ادى إلى ظهور العديد من الكائنات متعددة الخلية بشكلٍ مباغت .
ضلت تلك الكائنات تسكن الأرض و تتطور و مع الوقت أصبح اليوم بطول 22 ساعة و بدأت النباتات و المفصليات في الظهور و النشاط في الأرض بقوة .
ظهور كائنات أخرى
ظهرت الحشرات للمرة الأولى قبل 419 مليون سنة و ضلت شبه مسيطرة على الحياة لمدة 300 مليون سنة.
المصدر
وصف تلك الفترة العديد من العلماء و منهم العالم FREDRICK RICH
على أن الأرض كانت كالمستنقعات الضحلى المليئة بالنباتات العملاقة و الحشرات الطائرة .
في الفترة ماقبل 252 مليون سنة و في العصر البورمي الترياسي تحديدا وقع الإنقراض أو الموت الكبير ، حيث إنقرض معظم الكائنات على سطح الأرض وقد قُدر 96٪ من الكائنات البحرية و 73٪ من الفقريات الأرضية و تسبب الإنقراض في ملء الجو بثاني أكسيد الكربون و الرماد ، وحُجبت أشعة الشمس بشكل كبير عن الإرض و أصبح الجو ملائمًا لقتل أي كائن حي بداخله
المصدر
بعد فترة أو عدة ملايين من السنين جائت الديناصورات و حلّت مكان الكائنات السابقة .
في تلك الفترة بدأت قارة PANGAEA
بالتفكك مكونة المحيك الأطلسي و غيره من المحيطات بجانب القارات التي نعرفها بشكلها الحالي .
بعد حوالي 125 مليون سنة بدأت الثديات بالظهور في المشهد ، خصوصا مع إنقراض الديناصورات و أصبح طول اليوم 24 ساعة مع إستقرار درجة الحرارة عند 24 درجة .
المصدر
تتالت الأيام مرت السنين و بدأ الإنسان في فرض وجوده في المشهد على هذا الكوكب جائت حضارات ذهبت أخرى و كل منها يفيد في مجاله ، تعاقب المبدعين و العباقرة في حقبٍ زمنية متفاوتة و أصبح الإنسان هو المسير الحقيقي لشؤون هذاالإستكشا
الإنسان و الإستكشاف
منذ 7000سنة تقريبا المصريين القدماء إكتشفوا الزراعة و إعتمدوا أساسا في زراعتهم على نهر النيل الذي كان يفيض كل فترة زمنية بمعدل ثابت .
لذلك قرروا أن يتأملوا الكون و يدرسون الفلك ووجدوا طرق يقيسون بها الوقت لكي يعرفوا وقت الفيضانو ينظمون زراعتهم ، و خصّصوا لها مدينة كاملة تقع في شمال مصر إسمها مدينة إيون ، وهيا عين شمس في الوقت الحالي
كان دور الكهنة في تلك المدينة مقتصر أساسا في مراقبة الكون و مراقبة حركة الفلك .
المصريين القدماء لاحظو أن فيضان النيل يبدأ مع أول ظهور لنجم إسمه الشعرى اليمانية ، و إتبروا يوم ظهور ذلك النجم هو بداية السنة .
قسموا السنة الى 3 فصول مرتبطة اساسا بالفيضان و الزراعة .
أول فصل وهو فصل الفيضان و بذر البذور الذي يهيؤون فيه الأرض للزراعة
الفصل الثاني هو فصل خروج النبات
الفصل الثالث هو فصل الحصاد
مدة كل فصل هو 4 شهور و يمتد الشهر لمدة 30 يوم ، و سموا هذا التقويم بالتقويم الشمسي ، و قسموا فيه السنة ل12 شهرا بمجموع أيام 365 يومًا مع 5 أيام للأعياد .
و بدأ الوقت معهم ، حيث قسموا عدد الساعات في اليوم عن طريق حركة الظل في النهار و يحددون الوقت عن طريق طول الظل و إتجاهه، وهي بذلك كانت الفكرة الاولى للساعة الشمسية التي انتشرت في حضارات أخرى
أما ليلا فيقيسون طوله بالساعة المائية وهي عبارة على طبق يسيل منه قطرات ماء بمعدل ثابت ، وهذه القطرات تنزل بدورها في طبق آخر يوجد فيه علامات تدل على الوقت حسب منسوب المياه .
في القرن الأول قبل الميلاد دخل الرومان بلاد مصر و بالرغم من أنهم كان عندهم تقويم خاص بهم ، لكن عند معرفتهم بالتقويم الشمسي قرروا أن يعتمدوا عليه .
و طوروه على أيد العلماء في الإسكندرية .
و جعلو اليوم فيالسنة التى تعرف بالسنة الكبيسة وهو يوم يأتي مرة كل 4 سنين ، و تلك السنة عدد أيّامها 366 يومًا .
كما أنهم قاموا بتعديلات على ايام الشهور التي وظعوها المصريين القدماء على يد الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ، الذي أمر بتقسيم الشهور لشهور كبيرة و شهور صغيرة .
عدد ايام الشهور الكبيرة 31 يومًا وهي الشهور الفردية ، أما الشهور الصغيرة فعدد ايامها 30 يومًا وهي الشهور الزوجية .
كما أمر بتسمية الشهور بأسماء الآلهة عندهم و سمّا شهر يوليو على إسمه .
بعد يوليوس قيصر حكم أوكتافيوس الإمبراطورية الرومانية و أطلقوا عليه لقب AUGUSTUS و يعني المبجّل .
و قام بتغيير شهر 8 و سماه أغسطس .
أخذ يوم من شهر فبراير و اضافه الى شهر أغسطس و جعل شهر أكتوبر و ديسمبر 31 يوما .
أما شهر سبتمبر و نوفمبر 30 يوما ، و قام بلخبطة للشهور و السنة ، وهيا نفس الشهور التي نعتمد عليها لحد هته االساعة
بعد كل هذه التعديلات التي قام بها الرومان على اسماء الشهور و عدد الايام ، قرروا أنهم يبدأ عد السنين من تاريخ تأسيس مدينة رومة ، التي تأسست سنة 753 قبل الميلاد .
في منتصف القرن السادس عشر ظهر راهب روماني إسمه Dainysius Exiguus
وظهرت معه فكرة ربط التقويم بميلاد المسيح ، وقام بحساباته التي حدد بها وقت الميلاد و بدأنا من عنده سنة 1 ميلادي و كل السنين التي سبقت ميلاد المسيح سمّاها قبل الميلاد ، وتعمم دوليّا هذا التقويم في أوائل القرن السادس عشر ، وبدأ العالم كله يسير على هذا التقويم .
بدأ الإنسان البشري يعمّر الأرض و نجح في كل المجالات مثل الزراعة و الصناعات و استكشاف الأرض من المشرق الى المغرب و بمرور الوقت طورنا المعدات و الآلات التي ساعدتنا على العيش بتلك الرفاهية التي نحياها اليوم الا أن التاريخ لا يمضي هباءا و لعل مستقبل الأرض يخفي لنا ما لم يكن في حسباننا على الإطلاق
تعليقات
إرسال تعليق
أكتب تعليقا اذا كنت تريد نشر شيء معين أو تريد تنويرنا بفكرة.